بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
قال تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
فأرسل أبوهما إحداهما إلى موسى، فجاءته { تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ } وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن، فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصا في النساء.
ويدل على أن موسى عليه السلام، لم يكن فيما فعله من السقي بمنزلة الأجير والخادم الذي لا يستحى منه عادة، وإنما هو عزيز النفس، رأت من حسن خلقه ومكارم أخلاقه، ما أوجب لها الحياء منه
وفي تفسير ابن كثير:
قال الله تعالى: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء )) أي: مشي الحرائر،
كما روي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه قال: كانت مستترة بكم درعها.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمر بن ميمون قال: قال عمر رضي الله عنه:
"جاءت تمشي على استحياء؛ قائلة بثوبها على وجهها، ليست بسلفع خراجة ولاجة".
هذا إسناد صحيح.
[قال الجوهري: السلفع من الرجال: الجسور، ومن النساء : الجريئة السليطة، ومن النوق: الشديدة].
وهذا بيان من القرآن فيما ينبغي أن تتصف به المرأة المسلمة القانتة الصالحة ولابد أن يظهر هذا الحياء على كل تصرفات المرأة المسلمة:
● في لباسها وحجابها.
● في مشيتها.
● في كلامها وخطابها لمن تتكلم معه.
● في جميع ما يصدر منها.
فلا خضوع في القول، ولا تصنع وتميع في المشية، ولا إثارة في اللباس، ولا ثرثرة في الهاتف.
وعندما فسخت فتيات الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الحياء أصبحن في حالة يرثى لها، وفي وضع يشكى منه، ودب الانحراف في صفوفهن.. والله المستعان.
فإلى أين ؟؟ وكلّ يوم نرى انسلاخ فتياتنا عن هذا الخلق إلا من رحم الله منهن
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت يا رسول الله : إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شئت دعوت الله لك، وإن شئت صبرت ولك الجنة"، فاسمعوا عباد الله إلى جواب المرأة المسلمة العفيفة صاحبة الحياء العظيم، انظروا صبرت على المرض، صبرت على الصرع، ولكنها لم تصبر أن يخدش حياؤها, ولو بغير إرادتها، لم تصبر على أن تتكشف، ويظهر من بدنها شيء وإن كانت مريضة لا تدرك، "فقالت: يا رسول الله أصبر، ولكن ادع الله لي أن لا أتكشف"
فيا سبحان الله !!
تصبر على الصرع ، ولا تصبر على التكشف والتعري ولو بغير إرادتها ، فيا من تتكشفين بإرادتك، ألا تخافين أن يصيبك الصرع ، ألا تسألين نفسك لماذا هذه المرأة لا تريد أن يظهر منها شيء ولو بغير إرادتها ، في حين انك وغيرك من النساء، يتفنن في طرق التكشف والتعري؟
هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني وأخواتي الفضليات الحياء والحشمة إنه ولي ذلك والقادر عليه