السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
رنين الهاتف يعلو شيئا فشيئا .....والشيخ محمد يغط في نوم عميق ...لم يقطعه الا ذلك الرنين المزعج
ففتح عينيه و نظر الى الساعة فاذا هي تشير الى الساعة الثانية بعد منتصف الليل .....لقد كان الشيخ ينتظر مكالمة مهمة من خارج المملكة و حين رن الهاتف في هذا الوقت المتاخر ....ظن انها هي المكالمة المقصودة فنهض فورا من فراشه ...و رفع السماعة قائلا :نعم السلام عليكم ورحمة الله .......
فسمع صوتا انثويا ناعما يقول ;لو سمحت هل من الممكن ان نسهر الليلة سويا...
فرد عليها باستغراب و دهشة :ماذا تقولين ...من انت
فردت عليه بصوت ناعم متكسر:انا اسمي اشواق ...و ارغب في التعرف عليك ....وان نكزن اصدقاء ..
ادرك الشيخ ان هذه الفتاة تائهة ..حائرة ...فقال لها:لم لا تنامين حتى الان يا اختي
فضحكت و قالت:انام باليل وهل سمعت بعاشق ينام باليل ...اليل هو نهار العاشقين
فرد عليها :ارجوك اذا اردت ان نتحذث بهدوء فابتعدي عن الضحك ....فلست ممن يتعلق قلبه بالتفاهات
تلعثمت الفتاة و قالت :اسفة ..لم اقصد
فرد عليها الشيخ بسخرية : و من هو سعيد الحظ..الذي و قعت في عشقه ...
فقالت له: انت بالطبع
فقال مستغربا:انا?وكيف تعلقت بي...وانت لم تتعرفي علي و لم تريني بعد ?
فقالت له :لقد سمعت عنك الكثير وقرات بعض مؤلفاتك ..فاعجبني اسلوبها العاطفي ....
فقل لها الشيخ :جاوبيني بصراحة كيف تقضين الليل?..
فردت:انا ليليا اكلم 3او4شباب ....انتقل من شاب الى شاب...واردت ان اتصل بك..لارى..هل انت مثلهم ام تختلف عليهم ..
فقال لها :ومع من كنت تتكلمين قبل ان تهاتفيني...
سكتت قليلا ..ثم قالت بصراحة...كنت اتكلم مع (وليد) عشيق جديد..وشاب و سيم انيق...
ثم قال لها الشيخ على الفور :ثم ماذا...هل وجدت لديه ما تبحثين عنه ..
فاجابت حزينة:بكل اسف..لم اجد عنده و لاعند احد الشباب ....سكتت قليلا ..ثم تابعت انه شباب مراهقون خونة..كاذبون .....مشاعرهم مصطنعة......واحاسيسهم الرقيقة ملفقة...وعباراتهم مبالغ فيها...تخرج من اللسان لا من القلب... الفاظهم احلى من العسل ...لكن قلوبهم قلوب ذئاب...كلهم تهمهم انفسهم فقط...ولم اجد فيهم واحد من يهتم بي...و كلهم يحلفون لي بانهم يحبونني و لايريدون زوجة سواي...وان اعلم انهم بالداخل يلعنونني ويشمتونني.....وبعد ان يضعوا المكالمةيسبونني....
فقال لها الشيخ(محمد):ولكن اخبريني..ما دمت لم تجدي ضالتك المنشودة عند اولئك التافهين...فهل من المعقولان تجديها عندي..فان ليس لدي عبارات معطرة...ولاكلمات حب....
فقاطعته:لا بالعكس..نحن الفتيات نبحث عن الصالحين مثلك...
فقال لها ان السعادة الحقيقية ان تلجاي الى الله ...بدلا من اولئك الشباب....يا اختاه...لنتفاهم...الجاي الى الله .....طبعا شرح لها الشيخ كل شيء.....وبعد اسبوعين كلميني ..
بعد اسبوعين..وفي الموعد المحدد...اتصلت الفتاة بالشيخ وهي فرحة مسرورة وقالت:اخيرا عرفت ما معنى السعدة الحقيقية.....ولدي طلب بسيط يا شيخ..وهو ان تنشر قصتي..فكثير من الفتيات مثلي.....
فقال لها الشيخ :عسى ان تري ذلك قريبا.
النهاية
ارايتن القصة...فيها عبرة للفتيات اللواتي يمشون مع الشباب....يافتيات...لايغرنكم الجمال...